سورة البقرة - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)}
110- وحافظوا على شعائر دينكم، فأقيموا الصلاة، وأعطوا الزكاة، وما تقدموا لأنفسكم من أعمال طيبة وصدقة تجدوا ثوابه عند الله. إن الله بما تعملون عليم، علم من يبصر ويرى.
111- ومن أباطيل اليهود والنصارى وأمانيهم الكاذبة ما يزعمه كل منهم: من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان على دينهم، فلتطلبوا إليهم أن يأتوا ببرهان على ذلك إن كانوا صادقين.
112- ولن يجدوا على ذلك برهاناً، فالحق أن الذين يدخر لهم الله تعالى نعيم الجنة ويثيبهم يوم القيامة ويقيهم الخوف والحزن، هم الذين يخلصون لله ويتبعون الحق، ويحسنون ما يؤدونه من أعمال.
113- ومن عجب أنهم كما يعادون الإسلام يعادى بعضهم بعضاً، فيقول اليهود: ليست النصارى على شيء من الحق، ويقول النصارى في اليهود مثل ذلك، وكلاهما يستدل بأسفاره، ويقول المشركون من العرب الذين لا يعلمون شيئاً عن الكتب المنزلة في اليهود والنصارى معاً ما يقوله كلاهما في الآخر، ولقد صدقوا جميعاً في ذلك، فليس منهم فريق على حق، وسيتبين ذلك حينما يحكم الله بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
114- ومن مظاهر عدائهم بعضهم لبعض؛ وعدائهم للمسلمين، أن بعض طوائفهم خرَّبت معابد الطوائف الأخرى، وأن المشركين منعوا المسلمين من المسجد الحرام، وليس ثمة أحد أشد ظلماً ممن يحول دون ذكر الله في أماكن العبادة ويسعى في خرابها، فأولئك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. وما كان لهم أن يقترفوا مثل هذا الجرم الخطير، وإنما كان ينبغى أن يحفظوا للمعابد حرمتها، فلا يدخلوها إلا خاشعين، ولا يمنعوا غيرهم أن يذكر فيها اسم الله.


{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}
115- وإذا كان المشركون قد منعوا المسلمين من الصلاة في المسجد الحرام، فلن يمنعهم هذا من الصلاة وعبادة الله، فجميع الجهات وجميع البقاع في الأرض لله، وإن الله ليتقبل من المسلم صلاته ويقبل عليه برضاه أياً كانت البقعة التي يؤدى فيها عبادته، فالله واسع لا يضيِّق على عباده، وهو عليم بنية من يتجه إليه.
116- ومن كان هذا شأنه، وكان جميع ما في الكون مسخراً لأمره، خاضعاً لمشيئته، فهو أرفع وأجل من أن يحتاج لنسل أو يتخذ ولداً كما يقول هؤلاء اليهود والنصارى والمشركون.
117- وكيف يحتاج لنسل أو يتخذ ولداً من أبدع السموات والأرض وأذعن كل ما فيها لإرادته فلا يستعصى شيء عليه، وإذا أراد أمراً فإنما يقول له: كن، فيكون؟.
118- هذا ويمعن المشركون من العرب في عنادهم لمحمد، فيطلبون إليه مثل ما طلبته الأمم السابقة من أنبيائهم، فقد قالوا: إنهم لم يؤمنوا به إلا إذا كلمهم الله وجاءتهم آية حسية تدل على صدقه، كما قال بنو إسرائيل لموسى: لن نؤمن لك حتى نرى الله ويكلمنا، وكما طلب أصحاب عيسى منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، وما ذلك إلا لأن قلوب الكفار والمعاندين في كل أمة متشابهة، وأنه لا يستبين الحقَّ إلا من صفت بصائرهم وأذعنت عقولهم لليقين، وطلبت الحق.
119- وقد أرسلناك بحقائق يقينية بشيراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين، وليس عليك إلا تبليغ رسالتنا، ولن تُسأل عن عدم إيمان من لم يؤمن بك من أصحاب الجحيم.


{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)}
120- فلا ترهق نفسك في استرضاء المعاندين من اليهود والنصارى، فإن هؤلاء لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم التي يزعمون أنها الهدى، وليس ثمة هدى إلا هدى الله في الإسلام، ومن يتبع أهواء هؤلاء من بعد أن علم ما أنزلناه إليك من الحق، فلن يكون له يوم القيامة من دون الله ولى يعينه، ولا نصير يدفع عنه العذاب.
121- غير أن ثمة فريقاً من اليهود والنصارى قد تفقهوا في أسفارهم الأصيلة، وتلوها حق التلاوة، وفطنوا إلى ما دخلها من تحريف، فأولئك يؤمنون بحقائقها ويؤمنون تبعاً لذلك بالقرآن، ومن يكفر بكتاب منزل فأولئك هم الخاسرون.
122- يا بني إسرائيل اذكروا نعمتى العظيمة التي أنعمت بها عليكم بإخراجكم من ظلم فرعون وإغراقه، وإعطائكم المن والسلوى، وبعث الأنبياء فيكم، وتعليمكم الكتاب.. وغير ذلك مما شرفتكم به، وأنى فضلتكم- وقتاً من الزمان- على الناس في جعل مصدر النبوات منكم.
123- وخافوا عقاب الله في يوم لا تدفع فيه نفس عن نفس شيئاً، ولا يقبل منها فداء، ولا تنفعها شفاعة، ولا يجد فيه الكافرون نصيراً لهم من دون الله.
124- واذكروا إذ ابتلى الله جدكم إبراهيم بتكاليف، فقام بها على أتم وجه، فقال له: إني جاعلك للناس إماماً يتبعونك ويقتدون بك، فطلب إبراهيم من ربه أن يجعل من ذريته أئمة كذلك، فأجابه بأن هذا لن يصل إليه منهم الظالمون، وأشار أنه سيكون من ذريته الأبرار والفجار.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12